טקס הענקת תארים
.M.Teach,M.Ed. ,B.Ed
תעודת הוראה, הרחבת הסמכה והנדסאים
יום חמישי29 במאי 2024
דברי ברכה

البروفيسور رندة خير عباس
رئيسة الكليّة
الخرّيجات العزيزات
الخرّيجون الأعزّاء
إنه يوم خاصّ ومميَّز تقف الكلمات فيه حائرة، بل عاجزة عن وصف تلك المشاعر الجيّاشة والصادقة التي ترافقه وتلازمه، والتي تتراوح بين فخر شديد بريادة أكاديميّة حقيقيّة قوامها ماضٍ عريق لم يزدنا إلا تجدُّدًا وحداثةً، وسجلٍّ حافلٍ من الإنجازات لم يزدنا إلا إصرارًا على المزيد، وقوافل مباركة وأفواج مضيئة من الخرّيجات والخرّيجين لم تزدنا إلا تمسّكًا بموقفنا أنْ لا مساومة على الجودة الأكاديميّة والإنسانيّة، وأنْ لا تنازل عن الأفضل، وهو ما تستحقّونه؛ لأنكم الأفضل، يرافق كلّ ذلك مستقبل معالمه واضحة لا تقلّ إزهارًا وإشراقًا، بل تزيد. زادنا فيه راية التجديد وإخلاصنا المهنيّ، وقبله الإنسانيّ وعتادنا فيه أنتم وأنتن، الذين بكم نفرح ومن أجلكم نعمل، ومعكم نسطّر الإنجازات واحدًا تلو الآخر، دون كلل أو ملل، نرى الفرح في عيونكم، ونشاهد ابتسامة الفخر على وجوه أهلكم، فنتأكّد أننا أدّينا حملنا للرسالة، وأدّينا الأمانة، ونفّذنا بحذافيرها، ودون نقصان راية رؤيانا التي رفعتها الكليَّة منذ إقامتها أن العلم هو عماد الشعوب، وأن الإنسان هو أغلى ما نملك، بل القيمة الأسمى، وأنكم خير خلف لخير سلف.
بكم ومعكم ومن أجلكم نحتفل اليوم بتخريج الفوج الرابع والسبعين من خرّيجات وخرّيجي الكليّة، واثقين من أنكم ستواصلون درب مَن سبقكم، وتنيرون الطريق لمن سيلحق بكم، وأنكم تكتبون بحروف من ذهب كلمات إضافيّة في طريق العلم والتعليم والأكاديميا، ونحو تأكيد ريادة الكليَّة وريادتكم معها وبها، مؤكّدين أن مجتمعنا رغم الشوائب والمصاعب، ينشد العلم، ويمتلك من القدرات والمقوّمات والمواهب العلميّة والبحثيّة كوادر هائلة ومؤهّلات مباركة، تحرّكها الثقة بصدق الطريق، وصحّة المسيرة وعمق التبصّر والبصيرة، وأنه يريد الحياة، ويعرف أن السبيل إلى ذلك يمرّ عبر مزيد من الدراسة الأكاديميّة والمنافسة العلميّة على قدم المساواة، والسعي الحثيث إلى استقلال اقتصاديّ وفكريّ حقيقيّ.
فرحنا اليوم بكم لا يوصف، أما رقيّه ونقاؤه فلا تعتمل فيهما عوامل الزمن، فكلّ فوج من خرّيجينا هو الأغلى بل الأحلى، فكلكم بنات الكلية وأبناؤها الكرام، نزهو نحن وتزهو هي بكم تمامًا كما تزهون بها وتعتزّون، فهي كانت وما زالت وستبقى على عهدها وتعهّدها، البيت الأكاديميّ والإنسانيّ الذي لا يساوم، والحضن الدافئ اجتماعيًّا ومجتمعيًّا، والذي لم يألُ جهدًا في توفير أفضل الظروف والمقوّمات لمسيرة أكاديميّة مثرية ومثمرة، ترافق كلّ منكم ومنكن منذ وصوله الكليّة طالبًا جديدًا وحتى التخرّج، إيمانًا منّا أن العمليّة التربويّة والأكاديميّة هي مسيرة متواصلة، تبدأ ولا تنتهي. فهي نهر ماؤه عذب ومتدّفق لا يرتوي منه إلا من يستطيع مجاراة تدفّقه، ويدرك أنه ماء زلال صافٍ، وهكذا كنتم جميعًا دون استثناء طالبي علم، تستفيدون من علم محاضريكم لتفيدوا مجتمعكم، مجتمعنا، تؤمنون أن لا خير في علم لا يفيد الناس، وأن خير الناس من عمل بعلمه وأنتم خيرهم.
وإذا كان فرحكم لا يوصف وفخركم لا حدود له، وهو كذلك لنا، فكم بالحريّ فرحة عائلاتكم بكافّة أفرادها، والتي رافقتكم طيلة سنوات تعليمكم، سهرت الليالي ربما دون أن تلفت انتباهكم، وها هي اليوم تقطف ثمرة مباركة، وتفخر بنجاح أبنائها، فالوالدان تغمرهما السعادة بنجاح أبنائهما وحتى بتفوّقهم عليهما.
لا يسعني إلا أن أقول إن فرحكم مشروع ومفهوم وهامّ، ورغم ذلك ثقوا أن مسيرة العلم لا تتوقّف، وأن علمكم إن زاد فهو خير لكم وللجميع، وأن شهادة التخرّج اليوم سواء كانت للّقب الأوّل أو الثاني، يجب أن لا تكون نهاية المطاف، بل مقدّمة لما هو أعلى وأغلى فالتعليم النافع هو ذلك الذي يتواصل. والأكاديميّ الناجح هو من يجعل التحديث والابتكار وسبر أغوار عوالم جديدة نهجًا وسبيل حياة، وهكذا نريدكم ونثق أنكم تدركون ذلك.
نفرح معكم ونفخر بكم ونشعر بالكبرياء والاعتزاز من أجلكم، ونرى المستقبل بعيونكم بأبهى صورة وأجمل حلّة. أنتم صانعو المستقبل، وحاملو راية التغيير في مجتمعنا، عليكم يُعوَّل، لأنكم ستزرعون لغدٍ؛ ليحصد أحفادنا ثمار جهدكم. وأنتم من أنتم في دفء الوفاء، وحسن العطاء. فتقدّموا لأن الحياة تنتظركم بكامل تألقها وجمالها.
بإخلاص وتحية صادقة
البروفيسور رندة خير عباس
رئيسة الكليّة
حيفا 29.5.2025