المحامي زكي كمال

الرئيس العام للكلية

هي رسالة رفعنا رايتها منذ عقود طويلة، وخاصة في العقدين الأخيرين، قوامها جَعْل الكلية الأكاديمية العربية للتربية- حيفا، إضافة الى رسالتها الأكاديمية السامية  والتي تؤديها بتميُّزٍ وإخلاص منذ العام 1949 بتأهيل الطواقم التدريسية لقيادة العملية التربوية في مدارسنا العربية، و في السنوات الأخيرة مدارس عديدة في المجتمع اليهودي،  مركزًا للعلوم والأبحاث وساحة يلتقي فيها الباحثون والساعون الى توسيع مداركهم العلمية والتقنية، عبر مؤتمرات علمية عالمية ومحلية يشارك فيها باحثون ومحاضرون ومدرسون من البلاد والعالم، ونشاطات علمية موجهة لطلاب المدارس منها التربوية والإرشادية، ومرافقتهم  من قبل طالباتنا وطلابنا ضمن مشاريع الرعاية العلمية، وبالتالي يشكل قرار الكلية الحالي استضافة هذه المسابقة الرائدة، مدماكًا آخر من مداميك هذه الرسالة، وحلقة أخرى من حلقاتها، لها في نظري أهمية خاصة باعتبارها تشجع التوجهات العلمية والبحثية للطلاب العرب  في المرحلتين الإعدادية والثانوية، تمامًا كم يجب ان يكون الحال عليه، من حيث بلورة واكتشاف وتطوير وصقل التوجهات العلمية في سن مبكرة وتغذيتها وتنميتها.

من هنا جاء قرارنا ومن هنا كانت منابع مشاركة كليتنا في هذه المسابقة، التي نعتبرها بمثابة اول الغيث قطر، او خطوة ستتلوها خطوات إضافية تعزز وتشجع التوجهات العلمية وخاصة العلوم الطبيعية وكذلك العلوم الدقيقة، باعتبار ها عماد المجتمعات الراقية وسبيلها الوحيد الى التقدم والتطور ومنافسة الغير واختراق السقوف الزجاجية وتحقيق النتائج المُبْهِرَة، ودخول عوالم ممتعة من البحث واستنباط الحقيقة عبر مجهود فكري يجب ان يتسم بالمرونة  والشجاعة على التفكير بالبدائل، والنجاعة والقدرة على حل المعضلات والمسائل ، والربط بين كافة جوانبها الظاهرة والخفية ، وصولا الى النتيجة الصحيحة وهي الغاية، وليس ذلك فقط بل القدرة على شرح الوسيلة، وبرهنة صحتها ودقتها وسهولة تذويتها.

هي مسابقة هامة وتجربة رائدة، والمشاركة فيها بعد اجتياز عمليات التصفية والاختبارات التمهيدية، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، شرط ان تكون الأولى في مسيرة تعليمية ثم أكاديمية تتخذ من العلم مسارًا ومن التعليم رحلة ممتعة تتخللها الصعاب فتزيد من حلاوتها، وصولًا الى خلق جيل من الطلاب يعتبر العلوم الدقيقة مجالًا تبرز فيه قدراته وتتحقق فيه نجاحاته ومنحةً بل هبةً فكرية، وليس عقبة يمتنع كثيرون عن مواجهتها او حتى محاولة مواجهتها.

وجودكم اليوم في الكلية الأكاديمية العربية للتربية – حيفا، وهي التي كانت في السنوات الأخيرة شاهدة على تعزيز التوجهات البحثية والعلمية واستضافة مؤتمرات علمية بحثية، شارك فيها فائزون بجوائز "نوبل" في العلوم من البلاد والخارج، تمخضت عن كتب أبحاث يشهد لها القاصي والداني ومشاركات متواصلة لمحاضري الكلية وطالباتها وطلابها في المسابقات والمؤتمرات العلمية الدولية، هو الدليل على اننا لا ولم ولن نكتفي برفع الرايات بل اننا حققناها ونحققها على أرض الواقع، فنحن رواد علم ومعرفة، وكلية تفتح امام مرتاديها آفاق جديدة وتوجهات مبتكرة، ما عليهم إلا دخولها، وسط مرافقة ومتابعة منا، زادنا فيها الخبرة والمعرفة والصدق والكلمة الحقة والأيدي النظيفة أكاديميًا وإنسانيًا ومعرفيًا.

بركتم وبورك عطاؤكم، وأهلًا بكم في بيتكم، الكلية الأكاديمية العربية للتربية- حيفا، بيت العلم، والمعرفة والتعددية العلمية والحضارية، وإنني على ثقة تامة بأن هذه النخبة من الطلاب والطالبات ستكون جزءً من الريادة العلمية والقيادة الفكرية، نحو بناء مجتمع عربي يفتخر بعلمه ومؤسساته العلمية الحاضنة للعلماء على المستوى القُطري والعالمي.

حيفا، في شهر أيار2024

بإخلاص

المحامي زكي كمال

الرئيس العام

 

 

 

דילוג לתוכן