البروفيسور رندة خير عباس

رئيسة الكلية

جنبًا الى جنب مع ازدياد وتيرة التغيرات التكنولوجية والعلمية التي يشهدها العالم، بات من المؤكد ان مواكبة هذه التغييرات لم تعد مهمة سهلة، ولا عملية مفروغ منها، بل انها عملية تكاد سرعتها ووتيرتها بل ومدى نجاحها، تكون مشروطة بمدى او جودة  تعليم ودراسة  العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ، خاصة وان أهمية وتأثير دراسة العلوم والتكنولوجيا، كما نؤكد نحن في الكلية الأكاديمية العربية للتربية- حيفا، لا تنحصر في كونها عملية تعليمية تربوية  مفيدة وناجعة فحسب رغم أهمية هذا الجانب،  بل تتعدى ذلك الى كونها عملية تضمن وتشمل منح الدارسين والمدرسين، سلسلة ومجموعة من المهارات يتعلق بعضها بطرائق التفكير والفهم والتحليل، ويتطرق بعضها الآخر الى  القدرة على مواجهة المشاكل والصعب والعقبات وفهمها وتجاوزها وحلها.

الى ما سبق تُضاف قيمٌ أخرى هامة تصب في مصلحة المجتمع ككل، أولها صقل وتعزيز وربما تحسين مهارات بعض الدراسين وإكسابهم المرونة الفكرية والعلمية، التي تدفعهم الى توسيع نطاق رؤيتهم، والبحث عن الصلات والبدائل الظاهرة والخفية واستنباط  العلاقات الداخلية وتقييم المعلومات واكتشاف الروابط بينها، علمًا ان  تعزيز تدريس العلوم  والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات(STEM) وزيادة دراسته في مجتمع ما،  يزيد من  الوعي  الثقافي والإنساني والاجتماعي، ويساهم في جسر الهوة بين "العالمية" والمحلية، وبالتالي فإن العلوم والتكنولوجيا هي السبيل الى انخرط المجتمعات في مسيرة العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد العالمي بشكل يستند الى المعرفة وفهم التغيرات والتطورات، ,ويضمن  فهمًا عميقًا للعالم من حولنا، كما انها تساعد المتعلمين  على أن يصبحوا أفضل في البحث والتفكير النقدي، وتؤهلهم  للعمل  والنشاط في بيئة مليئة بالابتكارات عالية التقنية، وتسمح لهم  بتعزيز مهارات حل المشكلات وتطبيق المعرفة وتحليل المعلومات وتجنب الأخطاء وتعزيز القدرة على اتخاذ قرارات واعية تضمن وربما تُسَهِّل الوصول الى الحلول،  وتحقيق النجاح الذي يجعل المجتمع متطورًا.

من هنا جاء قرار الكلية تبني مشروع المسابقة الحالية التي تؤكد أهمية تذويت قيم دراسة وتدريس العلوم وقيم التنافس العلمي على قدم المساواة، وخوض غمار التجربة العامة، والمشاركة في نشاطات تجمع بين طلاب من كافة المناطق والإنتماءات والتوجهات، تأكيدًا لفكرة التعددية والتنافس التكنولوجي الذي يستند الى المعرفة والبحث والابتكار، وكلها رايات رفعتها الكلية الأكاديمية العربية، تجعل العلم والثقافة والتعددية والمنافسة ، أوجه متعددة لعملة واحدة، وعوامل تتضافر فتخلق جيلا مبدعًا ومفكرًا يكون الأساس لمجتمع راقٍ يواكب التطور والتقدم ويجاريه.

الشكر وأصدق تمنيات النجاح للمشاركين في المسابقة والقائمين عليها

דילוג לתוכן